نلتقيكم لقاء الأوفياء لأهل العطاء الذين بذلوا النفس والدماء فداءً لوطن الشموخ والكبرياء ، ونحييكم تحية النضال التراكمي و المستمر و الذي بلغ ذروته في ثورة ديسمبر 2018 المجيدة رافعا شعارات الحرية والسلام والعدالة
نسأل الله الرحمة لشهدائنا الأبرار الذين بذلوا الأرواح الغالية والدماء الطاهرة ، ونسأل الله الشفاء للجرحى وسلامة العودةللمفقودين إلى احضان ذويهم
.
إن تطور الامم في هذا العصر مرتهن بتطور التقنية في كافة مناحي الاقتصاد و الخدمات حيث أصبحت التقنية هي عَصب الحياة لمجتمع المعرفة المدنية و التطور و الاستنارة
و عندما نتحدث عن إننا في عهد الثورة سوف نستوعب أن البشرية في سعيها نحو التطور نهضت علي لبنات ثورات صناعية غيرت مسار العالم. ثم ان الدول التي تبنت و احتوت ثقافة التغيير من اجل التطور بتوسيع خدماتها و اقتصادياتها أفقيا و رأسيا هي من قطفت ثمرات ثورات التغيير نهضة و رفاهية و امناً و سلاما
تعتبر الثورات الصناعية المتعاقبة بدأً بأولها ثورة الماكينات البخارية و ثانيها ثورة الكهرباء و ثالثها ثورة الاتصالات الانترنت و الان العالم في خضم الثورة الصناعية الرابعة و هي الثورة الرقمية المستندة على اسس المعلوماتية و التواصل و التطبيقات الذكية و الخدمات المبنية على الوصول للمواطن لخدمته عوضا عن تمكينه من المعلومة و الشفافية و الدقة و السرعة و التجويد
و إيماناً منا بأهمية المعلومة ودورها المحوري في التخطيط و اتخاذ القرار و بناء مجتمع المعرفة من أجل سودان متماسك ومحصن تسوده قيم الشفافية والمعرفة و التنافس الشريف لابد من التركيز علي حوسبة و رقمنة الخدمات الحكومية بهدف تسهيلها و توفرها و الحفاظ علي الوقت و المال العام و تعزيز لمبدأ الشفافية و ضمان سلامة المعلومة و سد ثغرات التلاعب بالمال العام و بالتالي دفع عجلة الاقتصاد
ها نحن اليوم نلقي الضؤ على أهمية المركز في قيادة التحول الرقمي في كل مؤسسات الدولة المختلفة، في زمن تسود فيه التقنية بل تحكم حركة العالم و تطوره و لابد للمركز القومي للمعلومات من تاكيد ولايته على تقنية المعلومات ليساهم
في إجتياز هذه المرحلة من عمر السودان بسلام وأمن وأمان ، وذلك بتوفير المعلومات الصحيحة تقنياً في ظل سيادة القانون وإحترامه.
و من هنا تنطلق ثقافة الدولة المؤسساتية و التي تعمل وفق منظومة متناغمة و محدثة لحظيا في اتخاذ القرار بناء على معلومات موثوقة و دقيقة
أود ان أؤكد علي اهمية دور المركز القومي للمعلومات في قيادة التحول الرقمي عموما و بخاصة في الإعداد للأنتخابات العامة وضمان شفافيتها و نزاتها بعد انتهاء الفترة الإنتقالية و في مجال التجارة التبادل التجاري مع المجتمع الدولي و التعليم و الخدمات الحكومية عامة
ايضا تأتي اهمية المركز في المحافظة على موارد الدولة بمركزة و تنسيق الموارد التقنية المشتركة و تقويم صنع القرار بتنظيم قطاع مجال تقنية المعلومات في توفيرالوقت والمال وضمان وسلامة الإجرآت
ولعل قانون المركز القومي للمعلومات يمنح المركز صلاحية وضع استراتيجية شاملة للمعلومات بالسودان يستطيع المركز بواسطتها حوكمة تقنية المعلومات
و من هنا ندعو الجميع دون استثناء التقييد و الالتزام بقوانين المعلومات توجيهات المركز و لانه بحكم قانونه مستشار الحكومة في مجال تقنية المعلومات و المناط به تنفيذ استراتيجية شاملة و محكمة للسودان ككل بغض النطر للتبعية الادارية للوحدة المعنية حكومية كانت او شركة خاصة
.
سيسعى المركز للعمل مع شركاء
التحول الرقمي والاعتماد على شريحة الشباب صانعي التتغيير الحقيقيين ، المؤسسات الإتحادية والولايات ، ومنظمات المجتمع المدني لتحديث استراتيجية التحول الرقمي لتعكس أولويات الحكومة الانتقالية لبناء وطن حر ديمقراطي تسوده قيم العدل والسلام
و جدير بالذكر ان التغيير السياسي الذي صنعته بنات و ابناء هذا الوطن قد فتح آفاق جديدة للتعاون مع أصدقائنا في العالم و المنظمات العالمية و الإقليمية لدعم المركز تقنيا و تدريبيا و ماليا حتي يتمكن من القيام بالدور المنوط به
و رغم الظروف الاقتصادية الصعبة لابد ان تسعى ادارة المركز لاستقطاب كوادر متميزة و تطوير كوادر المركز و تحسين اوضاع العاملين به و ضخ دماء جديدة حتى يتمكن من القيام بالدور المنوط به بالصورة المثلى
و بالرغم من الصعوبات و التحديات السابقة و الحالية من اثار الحظر و تمنع من شركات التقنية في الدخول للسودان فلابد ان نتبني استرتيجيات القفز بالزانة حيث لا مجال للتطور التدريجي في عالم التقنية المتسارع و من هنا تكونت نظرتنا للمستقبل و التي تنطوى على طموح لا متناهي للاستثمار في العقول و بناء مجتمع المعرفة كي نواكب (بل نقود) في محيطنا الاقليمي في شتى الخدمات الرقمية
الشكر والتقدير لما وجدناه من دعم من
الأخوة والاصدقاء ووقفاتهم المقدرة عند تولينا إدارة المركز القومي للمعلومات و أخص بالشكر الجزيل الأخوة والأخوات في قطاع ال ICT منظمات المجتمع المدني ذات الصلة
و اخيراً أود التأكيد علي أهمية مشاركة منظمات المجتمع المدني و أفراده في وضع و اجازة استراتيجية معلومات السودان عبر مجلس ادارة متزن من ذوي الاختصاص يشارك فيه قيادات المنظمات ذات الصلة و الأكاديمين بالمجال و وكلاء الوزارات المعنية بالأمر
نسأل الله التوفيق و السداد و لسوداننا الحبيب التقدم و الازدهار